تأسس “منتدى التفكير الإقليمي” في العام 2014، بعد ثلاث سنوات من النشاط ضمن موقع “يمكن التفكير”، بغية إحداث تغيير في وعي الجمهور الإسرائيلي ونظرته تجاه منطقة الشرق الأوسط ومكانة إسرائيل فيها، ثم إثارة سجال عام مركّب حول المنطقة يقدم بديلاً عن الرؤية الأحادية التبسيطية ولا يكون محصوراً في النزاع اليهودي ـ العربي.
لهذا الغرض، يعرض زملاء البحث في المنتدى، وغالبيتهم من المحاضرين وطلاب الأبحاث في مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل، معلوماتٍ وتحليلاتٍ معمّقة ومتنوعة حول الخطاب السائد في إسرائيل بشأن الشرق الأوسط، ثم ينشرون نتاجهم بين الجمهور الواسع.
يتمحور الخطاب العام والمهنيّ الإسرائيلي بخصوص الشرق الأوسط حول ما يخص إسرائيل (وتحديداً حول “ما هو جيد لليهود”) ويتعامل مُنتجوه مع حالة العداء السائدة بين اليهود والعرب باعتبارها حالة وجودية. لذلك، يتميز هذا الخطاب بالتوجه الأمنيّ، الأحادي البُعد، المُتمَركز في المخاطر من جهة أولى، ومصالح الدول، المؤسسات والمنظمات من جهة ثانية.
في المقابل، يسعى زملاء المنتدى إلى فهم الأحداث والتطورات في المنطقة من خلال عينيّ “الآخر” أيضاً ويرفضون النظر إلى العداء بين اليهود والعرب وكأنه حالة وجودية أو حتمية. ولهذا، يعتمد المنتدى توجهاً مدنياً، متعدد المستويات، يأخذ في الحسبان الفرص المتاحة والكامنة إلى جانب مصالح مجموعات القوى ومصالح المواطنين والمقيمين.
يجسد زملاء المنتدى رؤيته في طرق وصيغ عدة، طبقاً لمجالات اهتمامهم، مواضيع أبحاثهم وتفضيلاتهم الشخصية والمهنية.
أولاً، نحن نستقصي أحداث الشرق الوسط التي تحظى بتغطية في الخطاب الجماهيري والمهني الإسرائيلي ونبحث فيها من زوايا مختلفة.
ثانياً، نحن نعرض المعلومات والتحليلات الخاصة بأحداث الشرق الأوسط التي لا تحظى بالتغطية في الخطاب الجماهيري والمهني الإسرائيلي.
ثالثاً، نحن نعتمد منهجاً مُقارِناً متعدد المجالات والتخصصات لمعالجة قضايا الشرق الأوسط المعاصرة. وبهذا، نحن نتبنى “استشراقاً اسرائيلياً جديداً” ينطلق من كون إسرائيل دولةً شرق ـ أوسطية ثمة بينها وبين الدول الأخرى في المنطقة أوجه تشابه جوهرية أيضاً. ويتضمن هذا المنهج محاولةً للتعلم واستخلاص العبر من الأنظمة، السيرورات ومناطق النزاع الأخرى في أنحاء العالم.
رابعاً، يعتمد باحثو المنتدى المنهج العلمي النقدي والتحليل المبني على السياق. ومع ذلك، نحن نعتقد بأن النقد الخارجي، تجاه الآخر، ليس فقط أنه رائج جداً في الخطاب الإسرائيلي حيال الشرق الأوسط، بل إنه “رخيص” وسهل أيضاً؛ بينما يشكل النقد الداخلي، في المقابل، الأساس الحقيقي المتين لأي تغيير نحو الأفضل. وعلى هذا، نحن نوجه نقدنا أيضاً نحو الخطاب الجماهيري والمهني الإسرائيلي الخاص بالشرق الأوسط ونحو مُنتجيه على اختلافهم، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات.
خامساً، لدينا تعاطف أساسي مع سكان الشرق الأوسط بأسره. نحن نؤمن بأنه بالإضافة إلى الجانب الإنساني والأخلاقي، ثمة لهذا مردود مهنيّ أيضاً من حيث أن الأمر يتيح لباحثي المنتدى درجة أفضل من التعرّف على “الآخر” وعلى الطريقة التي يعايش بها الواقع ويفسّره.
دعوتنا موجَّهةٌ إلى الباحثات والباحثين، المهنيين والفاعلين وذوي المعرفة والاهتمام الذين يتماهون مع توجهات المنتدى إلى إرسال مقالاتهم لنا للنشر. ينبغي أن تكون هذه المقالات أصلية، ألا يزيد حجم الواحد منها عن 750 كلمة ويُمنع نشرها في منصات أخرى. ينبغي أن يكون التركيز على التحليل، لا على إبداء الرأي. كما يُطلب تثبيت المراجع والإحالات التي يشار إليها كروابط تشعبية (hyperlink) في متن النص. بالإمكان إرفاق صور، شريطة أن تكون خاصة بالكاتب أو حرةّ الاستعمال على نحو مؤكد.
للاتصال بـ د. أساف دافيد، المدير الأكاديمي للمنتدى ومحرر الموقع:
[email protected].
رؤية المنتدى وهدفه
تأسس منتدى التفكير الإقليمي في العام 2014 على قاعدة موقع “يمكن التفكير” الذي بدأ نشاطه في العام 2011. زملاء المنتدى هم باحثات وباحثون من حقول معرفية وعملية متنوعة. نسعى إلى إحداث تغيير في الخطاب الجماهيري وفي التصورات السائدة في إسرائيل بشأن الشرق الأوسط.
نحن نؤمن بأن نشر المعلومات والتحليلات المهنية، الأصيلة والمعمقة، من شأنه مساعدة الجمهور الإسرائيلي على فهم الشرق الأوسط ومكانة إسرائيل فيه بصورة أكثر تركيباً، كما سيساعد على تعزيز الأمل والثقة في علاقات سلمية بين مواطني إسرائيل ومواطني الدول المجاورة.
يعمل المنتدى على نشر نتاجاته بين الجمهور الواسع من خلال موقعه، تعاونه الوثيق والمتواصل مع الإعلام الإسرائيلي ونشاطه الجماهيريّ والتثقيفيّ التوعويّ.