لو طُلب إليّ أن أصعد مع القصيدة موجة عالية
أو أكتب شعرا تكرّ مفرداته كالخيل
وترمي السهام
لكنتُ ابتسمت اعتذارا
وكنت اعترفتُ أنني شاعر لا فارس
وأني لا أقول ما لا أستطيع
أكتب الشعر بمفردي،
لا عزوة لي ولا حزب ولا أخوية
أسير مع القصائد وحدي وأمكثُ فيها ما أذِنت لي
أعود منها كما أعود من سهرة أصدقاء
لا شهيد ولا نبي
ولا بطل
لَوْ طُلب إليّ قراءة قصيدةٍ لاحمرّ وجْهي
فأنا شاعرٌ يفضحني الشعر كالحب
سيرتعش قلبي
ويخفت صوتي
وترنو عيناي إليّ
كلُّ ما في الأمر، توجعني القصائد فأكتبها
لو طُلب إليّ توظيف قصائدي في سجال الروايات
لانسحبت من الحوارِ
فأنا أكتب القصيدة رغبة في الحضور
أو في الغياب،
أحملها كما تحملون أطفالكم إلى السرير
وأغتبط مثلما تغتبطون إذا رأيتم وجوههم وهم نيام
أكتب على رؤوس أصابعي
أحاذر لئلا تستفيق الأهازيج في عروقكم
أحاول بكل ما في لغتي،
أن أكون صادقا معكم مثلما أنا صادق معي!
لو طُلب إليّ أن أكتب باسمكم
لأعفيتُ نفسي بإيماءة،
فأنا لا أنوب عن أحد
ولا أبتذل في الكتابةِ شيئا.
أكتب سيرتي فقط
يسرّني أن تتفقوا معي
ولا يؤسفني أن نختلف
مرزوق الحلبي هو صحافيّ وأديب، وشاعر وناقد أدبيّ وثقافيّ، ويكتب زاوية ثابتة (عمودًا ثابتًا) في صحيفة “الحياة” التي تصدر في لندن وبيروت والمملكة العربيّة السعوديّة.