גיליון שביעי: לחץ דם מקומי: ערבים ויהודים במערכת הבריאות בישראל
المنتدى المدنيّ لتطوير الصحّة في الجليل هو الجسم التطوّعيّ العربيّ – اليهوديّ الأكبر الذي ينشط اليوم في الجليل، ويعمل الأعضاء والعضوات في المنتدى على تقليص الفجوات في الصحّة وفي الخدمات الصحّيّة بين مناطق الأطراف والمركز، وكذلك بين مختلف الشرائح السكّانيّة في منطقة الشمال.
تتمثّل رؤيا المنتدى في تحويل لواء الشمال إلى لواء رياديّ في البلاد في كلّ ما يتعلّق بصحّة كلّ ساكنيه وساكناته
أهدافنا
أقيم المنتدى المدنيّ لتطوير الصحّة في الجليل، لغرض توفير إطار نشاط وتأثير لساكني وساكنات المنطقة الذين يرغبون في استخدام المعارف الجمّة التي اكتسبوها ميدانيًّا -سواء أكان ذلك في الحياة اليوميّة أم في إطار العمل-، وذلك على خلاف الأطر الأخرى التي تجنّد الناشطين من أجل تطبيق أجِنْدة محدَّدة. التنوُّع الحِرَفيّ والعرْقيّ والثقافيّ والسياسيّ لدى أعضاء/ عضوات المنتدى يشكّل أرضيّة خصبة لطرح مبادرات وأفكار جديدة، ويمكّن من فحص كلّ واحدة من القضايا المطروحة من عدّة وجهات نظر، ومن ثَمّ النهوض بالعمل العميق والمركّب والمهمّ من خلال بناء شراكة مهنيّة ومدنيّة.
من نحن؟
ارتأينا، نحن مجموعة من سكّان وساكنات الجليل من العرب واليهود، أن نعمل معًا بروح التطوُّع في سبيل تغيير الواقع الصعب المتعلّق بصحّتنا، والعمل على النهوض بصحّتنا جميعًا من خلال المسؤوليّة المشترَكة، والمهنيّة، والنزعة التعاونيّة. الانشغال المشترَك في مجال الصحّة يوفّر إطارًا متساويًا لبناء التضامن بين المجموعات، إذ إنّ نحو 54% من سكّان الجليل هم من العرب. اليهود/يّات والعرب/يّات يشغلون معًا وظائف مركزيّة ومؤثّرة في أُطُر الخدمات الصحّيّة في المجتمع المحلّيّ وفي المستشفيات في الشمال، ولذا فإنّ الحِوار والعمل التطوّعيّ المشترك في المنتدى يمارَسان من موقع القيادة المهنيّة، حيث يشكّل المنتدى شبكة مفتوحة وداعمة للمبادرات والنهوض بالعمل التطوّعيّ. يرتكز أنموذج النشاط في المنتدى على المعارف الميدانيّة وعلى الرغبة في المضيّ قُدُمًا بالتغيير على المستويين المحلّيّ والمناطقيّ. منذ إقامته في العام 2013، يلتحق به المزيد من الأعضاء وتتطوّر داخله أطر جديدة للعمل والتأثير الميدانيّ.
في هذه الأيّام، يرتكز نشاط المنتدى على نواة بشريّة تعدادها نحو 70 متطوّعًا ومتطوّعة يعملون على المستوى المجتمعيّ المحلّيّ وعلى المستوى القطْريّ في سبيل إدخال تغييرات في السياسات الصحّيّة العامّة، وتعزيز مشاركة الجمهور. تضمّ الدائرة الثانية من الناشطين نحو 150 متطوّعة ومتطوّعًا يدعمون نشاط المنتدى في نشاطات عينيّة ومحدَّدة.
يعمل أعضاء وعضوات المنتدى على نحوٍ جارٍ في سبيل تطوير مشاريع تقودها فرق عمل متخصّصة. من بين هذه: مكافحة التدخين والإقلاع عنه في صفوف السكّان العرب؛ تشجيع الإرضاع في صفوف الشرائح السكّانيّة المسحوقة والفقيرة؛ التطوير المهنيّ للفرق الصحّيّة والطبّيّة في شمال البلاد؛ الأبحاث الأكاديميّة؛ التثقيف الصحّيّ وغير ذلك. يضمّ المنتدى أيضًا طاقم إستراتيجيّات يصبّ اهتمامه على تغيير السياسات والنهوض بسياسات متساوية في مجال الصحّة.
فرضيّات العمل
بناء قوّة سياسيّة في مناطق الأطراف يستوجب عملًا بروح الشراكة، وتوفِّرُ مناطق الجليل ظروفًا مواتية للقيام بذلك، حيث يوفّر التوازن بين الجمهورَيْن العربيّ اليهوديّ على صعيد القيادات المهنيّة وتقسيم القوّة في صفوف المهنيّين في المجال الصحّيّ (مقارنة بمجالات أخرى)، يوفّر فرصة لخلق شراكات قويّة ومعتبرة بين العرب/يّات واليهود/يّات. هذا الأمر يشكّل -من وجهة نظرنا- أحد المحرّكات الأساسيّة لنشاط المنتدى، وخلق قاعدة قوّة مهنيّة وسياسيّة مشترَكة، إلى جانب بناء التضامن الشخصيّ والمهنيّ.
معارف ميدانيّة غزيرة: تتوافر معارف ومعلومات غزيرة لدى سكّان وساكنات المدن والقرى والبلدات والكيبوتسات في الجليل -من مهنيّين ومهنيّات من المجالات الصحّيّة والطبّيّة، إلى مربّين ومربّيات، إلى منظّمات اجتماعيّة وغيرها-. نحن نعرف الواقع في الجليل عن كثب، ونعرف كيف نشخّص احتياجات ومشاكل المدن والقرى في المنطقة، ونستطيع طرح حلول فعّالة ترتكز على الطاقات والفرص القائمة في الشمال.
الشخصيّ/ المهنيّ هو السياسيّ :يُضطرّ سكّان الجليل إلى الانتظار مدّة طويلة من أجل تلقّي العلاجات الطبّيّة، ويُضطرّون إلى السفر إلى أماكن بعيدة لإجراء بعض الفحوص وتلقّي أنواع معيّنة من العلاجات، ويتلقّون في الكثير من الأحيان علاجات من قبل أطبّاء غير اختصاصيّين. هذه تجربة يخوضها الأفراد وتخوضها العائلات، لكنّها تحمل في طيّاتها أبعادًا سياسيّة أيضًا؛ وذلك أنّها تعبّر عن غياب السياسات، وعدم رصد الميزانيّات المتعدّدة السنوات لتحسين وإعادة ترميم البنْية التحتيّة للخدمات الصحّيّة والطبّيّة في الشمال. علاوة على ذلك، تفتقر الكثير من البلدات العربيّة إلى ممرّات مشاة وطُرُق مُعَدّة للدرّاجات الهوائيّة ومتنزّهات وحدائق للّعب. لا نتحدّث هنا عن الكماليّات، بل عن بنى تحتيّة عامّة تشجّع على ممارسة أسلوب حياة صحّيّ ومعافى. من هنا، وبالإضافة إلى الفجوات في الفرص المتوافرة بين الجليل والمركز، ثمّة فجوات داخل منطقة الجليل بين السكّان اليهود والسكّان العرب.
الفجوات في مجال الصحّة ليست من صنع الأقدار: نؤمن أنّه ثمّة إمكانيّة لتقليص الفجوات الصحّيّة بين المركز والجليل، وكذلك بين سكّان الجليل اليهود والعرب، من خلال وضع خطّة متعدّدة السنوات ومتعدّدة المجالات تحصل على الميزانيّات الكافية. من بين الحاجات الملحّة: ضرورة تحديد الوقت والمسافات التي تُقطع والجودة كمعايير للحصول على العلاج الطبّيّ؛ ضرورة إلغاء مطلب الميزانيّة الموازية (Matching) من المستشفيات والسلطات المحلّيّة في الجليل كشرط لبناء أو تعزيز الخدمات الضروريّة والملحّة؛ بناء خطّة خاصّة وحلول عينيّة لأزمة الصحّة في صفوف السكّان العرب.
التحدّيات المركزيّة الماثلة إزاء المنتدى
ثمّة فجوات كبيرة آخذة في التعاظم بين الشمال والمركز في كلّ ما يتعلّق بحجم الخدمات الصحّيّة المتوافرة وجودتها، وكذلك في الحالة الصحّيّة، على الرغم من حقّ عموم مواطني الدولة في الحصول على خدمات الصحّة وَفق قانون الصحّة الرسميّ- 1994. تتجسّد هذه الفجوات -في ما تتجسّد- في الغياب المطلق لخدمات طبّيّة معيّنة، والنقص المحلّيّ في خدمات معيّنة، الأمر الذي يولّد فترات انتظار طويلة للحصول على الخدمة المحدّدة، وفي النقص في نشر الخدمات جغرافيًّا، وعدم مراعاة الخصوصيّات الثقافيّة المتنوّعة للسكّان في الجليل.
تتجسّد الفجوات في الكثير من المؤشّرات. على سبيل المثال، متوسّط العمر المتوقّع في الشمال يقلّ بعامين عن هذا المتوسّط في المركز؛ ونسبة وفَيات الرضّع في لواء الشمال ما زال على ما هو عليه مقارَنةً بالألوية المتبقّية التي شهدت تراجعًا في هذا المضمار؛ ونسبة الأطبّاء لكلّ ألف نسمة في الشمال هي الأدنى في البلاد وتصل إلى نصف النسبة التي في تل أبيب؛ ونسبة الممرّضات والقوى العاملة المساعِدة الطبّيّة لكلّ ألف نسمة في الشمال أقلّ بكثير من البيانات الموازية في منطقتَيِ المركز وتل أبيب؛ ونسبة الأَسِرّة العلاجيّة لكلّ ألف نسمة في الشمال أقلّ بكثير من البيانات الموازية في سائر الألوية.
الجمهور العربيّ (الذي يبلغ تعداده كما ذُكِر سابقًا نحو 54% من سكّان الشمال) يعاني من أوضاع صعبة جدًّا: متوسّط العمر المتوقّع عند الولادة في صفوف السكّان العرب أقلّ بأربع سنوات من المعدّل في صفوف السكّان اليهود، وفي العام 2014 حصل تراجع بأكثر من عام واحد في متوسّط العمر المتوقّع في صفوف الرجال العرب، من 78 سنة إلى 76.9 (ولم يطرأ تغيير في البيانات عام 2015)؛ خلال عَقد واحد تضاعف عدد المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة في المجتمع العربيّ، حيث يعاني 29.6% من العرب من سنّ 21 فما فوق من مرض مزمن؛ نصف الرجال العرب مدخّنون؛ وغير ذلك.
يرتكز مسار العمل المتواصل في إطار المنتدى على الشراكة الشخصيّة والمهنيّة، ويشكّل قاعدة لبناء التضامن بين أعضائه وعضواته. هذا المنتدى يشكّل إطارًا فريدًا من نوعه للنهوض بالمشاريع التطوُّعيّة في صفوف ساكني وساكنات الشمال والتأثير على صُنّاع القرار وعلى الأجِنْدة العامّة. معًا بنينا قوّة مدنيّة مشترَكة تعمل على تعزيز صحّة عموم سكّان الجليل وتَـمكّنّا من وضع الأزمة الصحّيّة الخطيرة في الشمال على جدول أعمال صُنّاع القرار ووسائل الإعلام، من خلال التشديد على تمثيل جميع الأطياف السكّانيّة حسب احتياجاتها المشترَكة والمتفرّدة.
يرافق متطوّعي ومتطوّعاتِ المنتدى فريقُ عمل حِرَفيّ من جمعيّة الجليل ومنظّمة “شتيل”، وبالتعاون مع جمعيّة حقوق المواطن، وجمعيّة تطوير وتعزيز القوى البشريّة في الخدمات الاجتماعيّة في إسرائيل (إلكا)، وأطبّاء من أجل حقوق الإنسان، ومؤسّسات أكاديميّة وسلطات محلّيّة وغيرها.
ترجم المقال من العبرية جلال حسن
تصوير: ندين ناشف
المحامية نوريت ديساو: مركّزة المنتدى المدنيّ لتطوير الصحّة في الجليل.
مَرغانيت أوفير غوطلير: مركّزة تطوير البرامج في جمعيّة الجليل- الجمعيّة العربيّة القطْريّة للبحوث والخدمات الصحّيّة؛ وعضوة المنتدى المدنيّ لتطوير الصحّة في الجليل